يشهد عالم التعلّم والتطوير تحولًا جذريًا مدفوعًا بالتطورات التكنولوجية والتغيرات في تفضيلات المتعلمين. ويأتي الفيديو في صدارة الأدوات التعليمية الحديثة، حيث يُعيد تعريف كيفية نقل المعرفة وترسيخها بطرق فعّالة. ومن خلال بيانات موثوقة ، نستكشف في هذه المقالة كيف يُشكّل الفيديو مستقبل التصميم التعليمي.
الأهمية المتزايدة للفيديو في التعلّم
وفقًا لتقرير صادر عن “سيسكو” فإن الفيديو يُمثّل 82% من إجمالي حركة الإنترنت عالميًا، مما يعكس تزايد الاعتماد عليه كوسيلة رئيسية في التواصل والتعلّم. كما كشفت دراسة أجرتها “Wyzowl” أن 94% من المتعلّمين يرون أن الفيديو يساعدهم في استيعاب المفاهيم المعقّدة بسهولة أكبر.
مزايا الفيديو في إثراء تجربة التعلّم
- تفاعل أعمق مع المحتوى التعليمي يجمع الفيديو بين العناصر البصرية والصوتية والتفاعلية، مما يجعل عملية التعلّم أكثر جاذبية. وفقًا لبحث أجرته “Forrester”، فإن التفاعل مع الفيديو يزيد بنسبة 75% مقارنةً بالمحتوى النصي فقط.
- تعزيز الاحتفاظ بالمعلومات يساعد استخدام المرئيات والسرد القصصي في الفيديو على تعزيز قدرة المتعلّمين على تذكر المعلومات. تُشير نظرية “هرم التعلّم” إلى أن المتعلّمين يحتفظون بنسبة 65% من المعلومات عند تقديمها عبر الفيديو، مقارنةً بـ 10% فقط عند قراءتها كنصوص.
- مرونة الوصول والتعلّم الذاتي يتيح الفيديو التعلّم في أي وقت وأي مكان، مما يجعله مثاليًا لبيئة التعلّم عن بُعد والهجين. تقدم ليرنخانة مكتبتها الخاصة بالفيديوهات التعليمية باللغة العربية، مما يتيح للمتعلمين تجربة تعلّم سلسة وثرية بمحتوى متخصص يعزز مهاراتهم ومعارفهم وفقًا لاحتياجاتهم المهنية.
- تحويل ميزانيات التدريب لاستثمار طويل الأمد على الرغم من أن إنتاج الفيديو يتطلب استثمارات أولية، إلا أنه يُمكن إعادة استخدامه وتحديثه بسهولة وتحويله لأصل للمؤسسة، مما يقلل الحاجة إلى الدورات التدريبية المتكررة. يمكن إعادة استخدام مقاطع الفيديو وتحديثها بسهولة ضمن وحدات تعلّمية مختلفة، مما يقلل الحاجة إلى جلسات تدريبية متكررة.
تطبيقات الفيديو في التعلّم
- وحدات التعلّم المصغّرة (Microlearning) تُركّز مقاطع الفيديو القصيرة على موضوعات محددة، مما يجعل المفاهيم المعقدة أسهل في الفهم.
- التعلّم القائم على السيناريوهات تُساعد مقاطع الفيديو التي تحاكي سيناريوهات واقعية على تطوير التفكير النقدي ومهارات اتخاذ القرار، وتستخدم على نطاق واسع في مجالات مثل الرعاية الصحية والطيران.
- الفيديوهات التفاعلية تعمل العناصر التفاعلية، مثل الاختبارات واتخاذ القرارات اللحظية، على تحويل المشاهدة إلى تجربة تعلّم نشطة. وأظهرت دراسة أجرتها “Kaltura” أن 93% من المعلّمين يعتقدون أن الفيديوهات التفاعلية تعزز تفاعل المتعلّمين.
- شروحات تسجيل الشاشة مثالية لشرح الأنظمة الداخلية للمؤسسلت والأدوات التقنية بطريقة واضحة وسهلة المتابعة تُستخدم هذه الفيديوهات على نطاق واسع في التدريب التقني، حيث توفر إرشادات خطوة بخطوة لاستخدام البرامج والأدوات، مما يضمن فهمًا عمليًا واضحًا.
- الرسوم المتحركة التعليمية تُبسط المفاهيم المعقّدة من خلال التصاميم البصرية والسرد القصصي الجذاب، وتعتمد العديد من المؤسسات على الرسوم المتحركة لشرح المفاهيم التقنية والعمليات والنظريات بطريقة مشوقة وسهلة الفهم.
الخاتمة
لم يعد الفيديو مجرّد وسيلة مساعدة، بل أصبح حجر الأساس في التصميم التعليمي العصري. بفضل قدرته على تحفيز المتعلّمين، تبسيط المعلومات، وتعزيز التفاعل، يُمثّل الفيديو أداة لا غنى عنها في تطوير المهارات وتحقيق التعلم الفعّال.
في ليرنخانة، نحن نؤمن بأهمية قوة الفيديو بأنواعه المختلفة في تصميم تجارب تعليمية مبتكرة وملهمة. نحن نعمل على تقديم رحلات تعليمية تضمن تفاعلًا عميقًا، وتحفّز المتعلّمين على الوصول إلى أقصى إمكانياتهم.